يعتمد المستثمرون على مجموعة من الأدوات الأساسية في نشاطهم للاطلاع على حال السوق و تحديد خطواتهم القادمة ، و يعتبر التقويم الاقتصادي أحد أهم هذه الأدوات لسهولة استعماله.
في الحقيقة، الوقت الذي ستقضيه مع التقويم الاقتصادي قصير جدا و لا يتجاوز بضع دقائق كل يوم ، و لكن تلك الدقائق القصيرة قد تشكل الفرق بين يوم ناجح و مربح و بين يوم كارثي، لهذا وجب على كل مستثمر معرفة أهمية التقويم الاقتصادي و كيفية قراءته و الأهم من ذلك كيفية الاستفادة منه.
لكن أولا ما هو التقويم الاقتصادي ؟
ببساطة التقويم الاقتصادي يظهر الاحداث الإخبارية الاقتصادية بشكل منظم على حسب تاريخ صدورها ، و يتضمن بشكل أساسي الأحداث السياسية المؤثرة على السوق أو إصدارات البيانات المتعلقة بالاقتصاد والأسواق المالية، أرقام معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الجديدة ، وأحدث أرقام الرواتب غير الزراعية ، وقرارات أسعار الفائدة.
هذه البيانات تتغير بشكل مستمر ، حيث نتحصل على أرقام جديدة مرة في الأسبوع على الأقل و أحيانا خلال فترات النشاط الكبير قد تطرأ عليها تغيرات بشكل يومي ، و هنا تظهر أهمية التقويم حيث يسمح لنا بتتبع تطور هذه البيانات بشكل مبسط و فعال .
كيف تصنف البيانات في التقويم الاقتصادي ؟
كما قلنا سابقا ، تنظم البيانات في الرزنامة الاقتصادية بشكل أساسي على حسب وقت صدورها ، و لكن لزيادة الفاعلية و لفت انتباه المستثمرين يتم أيضا تصنيفها على أساس الأهمية، حيث تمنح رموز مميزة تحدد درجة أهمية المعلومة و مدى تأثيرها على أسواق التداول فغالبا ما يتم ترك الأخبار ذات التأثير المنخفض دون علامة مميزة ، و منح علامة صفراء لتلك الأحداث التي قد يكون لها تأثير على السوق ، أما أهم البيانات ذات التأثير القوي فيتم تأشيرها بالأحمر.
ماهي أهم البيانات التي يجب الانتباه لها ؟
بطبيعة الحال عليك كمتداول أن تولي الأهمية القصوى للأحداث الأساسية المؤشرة بالأحمر ، لما لها من تأثير كبير على حالة السوق و عمليات التداول. أكثر المستثمرين تأثرا بذلك هم المتداولون اليوميون ، حيث في حالة ظهور أحداث مهمة يتوجب عليهم الجلوس و اتخاد القرارات اللازمة بشأن عمليات البيع و الشراء المعلقة استعدادا لما قد يأتي.
هذه القرارات الاستباقية عادة ما يكون لها تأثير كبير على حالة السوق ، حيث تنخفض السيولة و تقل عمليات التداول بشكل كبير قبل أي حدث هام، مما قد يضاعف التأثير المتوقع لهذه البيانات الجديدة.
كيف يحميك التقويم الاقتصادي من مخاطر الاستثمار ؟
أهم فائدة قد تجنيها كمستثمر من الاطلاع بشكل يومي على التقويم الاقتصادي هي التقليل من مخاطر الاستثمار ، فمعرفة المعلومة في وقتها المناسب يسمح لك بإبقاء نسبة المخاطرة في حدودها المقبولة 2٪ أو أقل.
فصدور بيانات هامة بشكل مفاجأ يهدد بحدوث تغييرات جدرية في الأسعار و يسبب ذلك حدوث انزلاق في نسبة المخاطرة التي قد ترتفع بشل مفاجئ من 1٪ إلى 5٪ ، لهادا عادة ما يقوم المستثمرون بإلغاء عمليات الشراء أو اغلاقها دقائق قبل صدور البيانات لإبقاء مخاطرهم في مستويات مقبولة
التنبؤ بالبيانات المستقبلية أمر شبه مستحيل، لذلك يقوم المتداولون اليوميون المحترفون عادةً بإغلاق صفقاتهم في الفوركس أو الأسهم أو العقود الآجلة من ثلاث إلى خمس دقائق قبل إصدار البيانات عالية التأثير، كما أنهم يتجنبون الدخول في صفقات جديدة حتى بعد إصدار البيانات، فالرزنامة تتيح للمستثمرين معرفة اللحظة التي سترتفع فيها المخاطر مما يسهل تجنبها.
في الأخير يجب عليك كمستثمر محترف الالتزام باستراتيجيتك بشكل تام و الاعتماد على الوسائل الأساسية مثل التقويم الاقتصادي للاطلاع على أهم البيانات و اتخاد القرار الملائم في الوقت الملائم بغرض الحفاظ على موقعك و تجنب الخسائر الغير متوقعة.